من هو المتنبي

من هو المتنبي ؟ هو المعروف بإسم “ابو الطيب المتنبي” ، و هو شاعر عربي من شعراء العصر العباسي ، و يصنف من أشهر و أعظم أدباء و شعراء العرب ، و هو صاحب بيت الشعر المعروف و المتداول إلى يومنا هذا ( أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي , و أسمعت كلماتي من به صممُ ) .
المتنبي هو أحمد بن الحسين الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي ، هو من مواليد مدينة الكوفة في العراق ، لسنة 915 للميلاد ، و توفي في 965 ميلادي ، عن عمر خمسون عاماً ، في دير العاقول العراقية ، و هو من شعراء العرب و أعظم شعراء العرب عامة و العراق خاصةً ، عرف المتنبي بذكائه و حنكته ، و في شعره غلب طابع المدح و الإطراء للملوك في عصره ، و إضافةً إلى ذلك هناك قصائد أخرى عن فلسفة الحياة و الشجاعة و المعارك و وصفها ، و ترك من الشعر حوالي 326 قصيدة ، و لاتزال موجودة و متدوالة حتى يومنا هذا ، تم ترجمتهم إلى حالي أكثر من عشرون لغةً ، إتسم المتنبي بالكبرياء و الغرور و كان له مطالع سياسية ، و هناك على إثر غروره و كبريائه قصائد إستفزازية أدت إلى مقتله .
حياة و نشأة أبي الطيب المتنبي :
ولد في الكوفة كما عرفنا سابقاُ ، و لكنه نشأ في سوريا ، كان أبوه يعمل في نقل المياه ، و درس و تعلم المتنبي في دمشق ، حيث أنه في عام 942 حدثت مشاكل في العراق دفعت عائلته إلى الهرب إلى الصحرء السورية ، و تربى و ترعرع في سوريا مع البدو على الحياة البدوية و تعلم منهم اللغة العربية ، و في 927 عاد أبو الطيب إلى مسقط رأسه ليستقر فيها ، و خصص وقته و مجهوداته في كتابة الشعر و تنظيمه ، حيث أنه بدأ في كتابة الشعر في سن مبكر منذ طفولته و نعومة أظافره ، قاد المتنبي ثورة القرامطة الإسماعيليين ضد الدولة العباسية في سوريا ، و سجن لمدة عامين بسبب إنخراطه في الأمور السياسية ، اتجه بعد خروجه للعمل في كتابة الشعر و عمل كشاعراً متجولاً ، تنقل بين معظم الدول العربية ، و يذكر عند البعض أن المتنبي هو لقب و ليس بإسم حيث أنه لقب به لأنه إدعى النبوة .
رحلات من حياة أبو الطيب :
- في البداية عمل المتنبي في البداية في مدح الملوك و الرعاة في قصائده ، كل ذلك لأجل العيش ، و لكن الأمر لم ينفعه ، و لكنه إستمر في تنظيم شعره حتى أصبح شاعراً معروفاً بين شعراء عصره ، و بين عامين 939 و 940 ، أصبح المتنبي شاعراً لوالي دمشق بدر بن عمار ، و لكنه لم يدم طويلاً ، بسبب أنه إختلف معه و اضطر إلى اللجوء و الهروب إلى الصحراء ، ليصل إلى سيف الدولة الحمدانية ، حاكم مدينة حلب في ذلك الوقت ، إستقر عنده و نال رعاية عظيمة و كرم كبير و بدأ في مدحه و خصيصاً في معاركه ضد البزنطيين ، و قابل إبن عمه الشاعر المعروف أبو فراس الحمداني ، و بسبب نشوب مؤامرة ضد سيف الدولة إضطر المتنبي إلى الهروب بعد مدة إستقرار دامت تسعة أعوام .
- في مصر : أصبح المتنبي شاعر كافور الإخذيشي حاكم مصر في ذاك الوقت ، و كالعادة نظم قصائد يمدح فيها الحاكم و كان يطمع في أن يصبح أميراً لإحدى الولايات ، و أمل أن يصبح حاكماً أو والياً ، لكن الحاكم الإخدييش رفض هذا الأمر و الذي دفع المتنبي للهروب من مصر ،و لم يكتفِ بذلك بل حارب الإخديشي في قصائده ، و سافر المتني بعد ذلك إلى العراق ، ليزور بلده و مسقط رأسه بعد غياب دام أربعة و ثلاثون عاماً و في بغداد إلتقى بعدد من الشعراء و الكّتاب المشهورين .
- في العراق : و في العراق تلقى دعوتين المتنبي ، الأولى و التي من سيف الدولة الحمداني ، و التي كان يدعوه فيها للعودة إلى حلب ، الثانية من الأديب ابن العميد الفارسي وزير عضد الدولة ، و هي الأسرة التي كانت تحكم بلاد فارس المعرفة بإيران في وقتنا الحالي ، قرر المتنبي الإستجابة إلى دعوة ابن العميد الفارسي و ترك الكوفة و توجه إلة أرجان و التي فيها مقر الحاكم ، و منحه بيتاً فور وصوله ، إستقر المتنبي عنده شهرين ، و كتب فيه قصائد ، و من ثم توجه إلى شيراز لزيارة عضد الدولة و أقام فترة بسيطة و كتبب فيه قصائد مدح ، و لكنه قرر العودة لمسقط رأسه و مدينته ” الكوفة ” .
مقتل أبو الطيب:
قبل عودته إلى مدينته من القصائد التي كتبها هي هجاء في رجل إسمه ضبة و يقال إنها أدت إلى مقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة و الذي تتبع آثار المتنبي و ترصد له و عندما وصل دير العاقول بالقرب من بغداد هاجمه فاتك و معه رجال و لكن بعد صراع بينهم إستطاع المتنبي الفرار ، و لكن قال أحد هؤلاء الرجال عند فراره قال له ، ” أتفر و أنت القائل” :” السيف و الليل و البيداء تعرفني _____و السيف و الرمح و القرطاس و القلم ” ، و أثار ذلك غضب المتنبي و عاد لمحاربتهم ،و هذا الأمر الذي أدى لقتله و سرقة كل ما كان بحوزته من مال و كتب و متاع .
و في نهاية مقالنا لهذا اليوم نتمنى نحن موقع همسات نيوز للمقالات أن نكون قد قدمنا لكم معلومات حول حياة أبو الطيب المتنبي و من هو ، و بعض التفاصيل عنه
مع تحيات موقع همسات نيوز للمقالات